يبدو ان كثيرا من المحللين و السياسيين و من تطفّلوا على هذه المهن قد سقطوا عند اول منعطف سياسي و اثبتوا و بالدليل القاطع انهم لم يكونوا يوما الا موقعين و متبنين ما ترسمه لهم بعض المؤسسات الاعلامية المشبوهة مقابل بضع دنانير و تفتح لهم الهواء ليطلّوا من خلاله نافثين السم في عقول الضعفاء من تلك الشعوب , ينطقون بجمل لم يكونوا مؤمنين بها و لكنها الطريقة الوحيدة لحمايتهم من الانقراض

ما ان سمع بعضهم بان روسيا تعد مشروعا في الامم المتحدة بشأن الازمة السورية حتى كل منهم يحلل , بل يرسم و يخطط للموقف الروسي و يبين لنا كيف ان الموقف الروسي قد تغير بشأن سورية من دون حتى ان يسمع ما طرحته روسيا بشكل حرفي و ما هي ماهية ( القرار) الدراسة التي تقوم بها روسيا لمشروع القرار

بعد ان فشلت كل المحاولات العربية و التركية و الانغلوامريكية للنيل من سورية و بكل الوسائل المتاحة , الا انها لم تستطع ان تضع مشروعها قيد التنفيد و شعرت بانها قد تورطت و ورطت معها كثير من الاطراف , حينها بدات تبحث عن مخرج لها يحفظ ماء وجهها و بالتشاور مع بعض الاطراف المتورطة فقذفت بالكرة الى روسيا لصياغة نص مشروع لانهاء الازمة السورية و هذا ما دعا البعض من الساذجين للاعتقاد بتغير الموقف الروسي و لكن على العكس انما هذا انتصار للدبلوماسية الروسية و السورية حيث ان روسيا تحدثت عن مسلحين  و عصابات ارهابية و هذا ما لم تقبله الامم المتحدة من قبل و ان الحل لا يتم الا عن طريق الحوار مع القيادة السورية . هذا من ناحية اما من ناحية الحامعة العربية فلقد نحجت الدبلوماسية السورية بالتعديلات على البروتوكول  و الذي تم التوقيع عليه اليوم . كل هذه المعطيات الواضحة و التي لم يستطع هؤلاء المحللون المأجورون رؤيتها دليل قاطع على قصر نظرهم و هاهم  في واد و ما يجري على ارض الواقع في واد آخر

كتاب و اعلاميون و صحفيون رفضوا ان يشتركوا بتلك المؤامرة الدنيئة على سورية وأبوا  ان يكونوا حطبا لحرب ارادها امراء الحرب التي أعدّوها في الغرف السوداء و أشتركت بها دول و منظمات و مؤسسات اعلامية راحت تسقط القناع تلو القناع لتفقد مصداقيتها حينما اصبحت طرفا بالنزاع متخلّية عن كل موضوعية و استقلالية و هي التي كانت تتغنى بها كشعارات

طوني كارتالوتشي كاتب و صحفي امريكي انتقد بشدة الهجمة الشرسة التي شنتها وسائل الاعلام الامريكية بل كشف كذبها و عدم حيادها لانها تعمل وفق اجندات مرسومة مسبقا , كما و كشف عن مخططات وضعت منذ سنوات لضرب سورية و استقرارها لا لشيئ الا لانها وقفت مع الحق و لم تستطع كل الضغوطات ان تنال من ثبات مواقفها التي لم تكن يوما قابلة للمساومة . السيد كارتالوتشي صحفي امريكي مستقل و هو ليس موظفا في وكالة الانباء السورية (سانا )  و لكنه يكتب بمصداقية و حرفية تفتقدها كثير من المؤسسات و الوكالات العربية و الغربية ايضا , و انتقد بشدة السيدة باربارا والترز التي عمدت الى تشويه الحقيقة عندما اجتزأت المقابلة التي اجرتها مع السيد بشار الاسد و وبثت مقتطفات لتظهر بشكل سيئ و لكن هذه الفبركات التي لم تعد تنطلي على احد الا انها تعكس حالة من التخبط الاعلامي و السياسي الذي يقف خلف ذلك الاعلام المسيّس

كتب  السيد كارتالوتشي ( غلوبال ريشيرش) بان المدعو الجيش السوري الحر ما هو الّا مجموعات ارهابية ذات خلفيات متطرفة كعصابة الاخوان المسلمين و ان تلك الجماعات التي تتنقل على الحدود السورية اللبنانية و الحدود السورية التركية مسلحة باسلحة ثقيلة و ليس مجرد اسلحة فردية و مدعومة بشكل جيد من قبل الحكومة التركية و بعض الاطراف السياسية في لبنان و تقوم الان بالتدرب في معسكرات داخل الاراضي التركية لتقوم بعمليات ارهابية داخل الاراضي السورية

إقرأ المزيد...