سورية في مواجهة الازمة PDF طباعة أرسل إلى صديق
الإثنين, 21 تشرين2/نوفمبر 2011 01:12

 

حذر الرئيس السوري بشار الأسد من زلزال قد يهز منطقة الشرق الأوسط إذا ما تعرضت بلاده لتدخل عسكري من الخارج، متهما جامعة الدول العربية بتبرير التدخل الخارجي

وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية إن الحل لا يكمن في سحب قواته من المدن، بل بالتخلص من المسلحين الذين يقومون بإطلاق النار

واعتبر تحركات الجامعة العربية ومبادرتها لوقف العنف في بلاده، محاولة عربية لتقديم ذريعة للغرب من أجل التدخل العسكري. وقال إن السبيل الوحيد هو «البحث عن المسلحين وملاحقة العصابات المسلحة، ومنع دخول الأسلحة من الدول المجاورة، ومنع التخريب، وفرض النظام والقانون

وعن مدى قناعته بأن قواته الأمنية كانت عدائية تجاه المحتجين السلميين، واعتقلت الآلاف، أقر الأسد بوقوع أخطاء، ولكنه أكد أنها أخطاء فردية وليست مسؤولية الدولة

وقال «نحن كدولة، لا نتبنى سياسة القسوة مع المواطنين»، مشيرا إلى أن الجنود الذين أطقلوا النار على المتظاهرين السلميين اعتقلوا في المدن التي ورد فيها

ونفى أن يكون عدد القتلى قد وصل إلى 3500، مؤكدا أن عددهم لا يتجاوز 619 وينقسمون إلى ثلاث فئات: محتجون قتلوا أثناء تبادل النار بين قوات الأمن و«العصابات المسلحة»، وضحايا القتل الطائفي وأخيرا المؤيدون للنظام الذين قتلوا بسبب دفاعهم عن قضية الحكومة

وفي ما يتعلق بمطالب المحتجين، قال الأسد إنه بدأ بالفعل بإجراء إصلاحات بعد مرور ستة أيام على بداية الاحتجاجات في سوريا، «غير أن بعض المعارضين ردوا عليها بحمل السلاح

وأضاف «بعد مرور نحو ثمانية أشهر، اتضحت الصورة، فالأمر لا يتعلق بمظاهرات سلمية بقدر ما هي عملية مسلحة

وقال إن حكومته ماضية في إجراء انتخابات في شباط المقبل أو الشهر الذي يليه، مؤكدا أنه سيكون هناك برلمان جديد وحكومة جديدة ودستور جديد يحدد انتخاب الرئيس. ولدى سؤاله عن مدى استعداده للقتال من أجل منصب الرئاسة، أجاب «بالتأكيد لا، فأنا سأقاتل من أجل سوريا وشعبها

نوايا الجامعة العربية و مشروع البروتوكول

يبدو أن اللجنة الوزارية العربية لا تريد الحل في سوريا، لذلك اضافت بنوداً إضافية على المبادرة العربية. وتدرك اللجنة الوزارية ووزراء الخارجية العرب أن سوريا لن تقبل بهذه التعديلات لانها تمس السيادة السورية وتلغي مؤسسات الدولة السورية وتضع سوريا تحت وصاية اللجنة العربية التي تأمرها اميركا

ردت سوريا بمذكرة عبر الوزير المعلم تذكر فيها اجراء تعديلات طفيفة كي يأتي الـ 500 مراقب لانها وافقت على مجيئهم اولا وعلى المبادرة العربية ولكن اللجنة الوزارية العربية كي تنسف المبادرة قامت بتلغيمها واجراء تعديلات جذرية وكان الثمن سقوط المبادرة العربية لأن اللجنة الوزارية العربية تهدف الى عدم الحل في سوريا وتدويل الازمة وفرض عقوبات اقتصادية وتسليح المسلحين والمنشقين لضرب سوريا ودورها وإطالة أمد الحرب وصولا الى حرب داخلية تريدها اميركا واسرائيل وهدفها تقسيم سوريا الى دويلات طائفية ومذهبية.

الى ذلك، اعلن وزير الخارجية السورية وليد المعلم أن «مشروع البروتوكول المقدم إلى سوريا يتضمن بنودا تعكس مواقف غير متوازنة اتخذتها دول أعضاء في الجامعة وفي اللجنة الوزارية المعنية منذ بداية الأزمة في سوريا

وأضاف المعلم في مؤتمر صحافي امس أن «سوريا تعاملت مع الموضوع بروح إيجابية حرصا منها على استمرار العمل ضمن إطار الجامعة العربية رغم أن البروتوكول في العرف الدولي يأتي نتيجة الحوار بين طرفين وليس إملاء من طرف على آخر».

وقال المعلم إن سوريا تلقت أمس رسالة من أمين جامعة الدول العربية بأن الأمانة العامة لا تملك الاستجابة على التعديلات السورية.

وأضاف أنه «إذا فرض القتال علينا فسنقاتل ولكن نأمل ونسعى ألا يفرض علينا لأن المشكلة في سوريا لا يحلها إلا السوريون

وقال المعلم إن «القرار في القيادة السورية ينطلق من نبض الشارع والشعب السوري الذي خرج إلى الساحات رفضا للتدخل الخارجي ولقرارات الجامعة العربية»

وأضاف المعلم: «إن لجنة الجامعة العربية إلى سوريا حرة بالحركة وليس لدينا ما نخفيه على الإطلاق.. نحن لم نحد من تحرك اللجنة وما طلبناه إعلامنا بالأماكن التي ستتوجه إليها اللجنة». وقال: «عليهم أن يشاهدوا القتل والذبح الذي يرتكب بحق مواطنينا وقوات حفظ النظام». وأضاف المعلم: «نحن في سوريا لا نعتبر أن المدة الزمنية لأداء مهمة بعثة الجامعة العربية هي الأساس وإنما المضمون فإذا كانت النوايا سليمة يجب ألا يتمسكوا بالمدة»، مضيفا «إننا حريصون على حسن أداء مهام البعثة». وأضاف المعلم أن «هناك أطرافاً عربية تريد أن تستخدم الجامعة أداة للوصول إلى مجلس الأمن

وقال: «من يقرأ تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي داود أوغلو يشعر أنهما يدفعان الأمور باتجاه ما يحذران منه بخصوص الحرب الأهلية

وتابع المعلم قائلا ان «ما يحصل في سوريا وجود مجموعات مسلحة تعتدي على المواطنين وقوات حفظ النظام والجيش»، مؤكدا أن «الشعب السوري قادر على الدفاع عن وطنه

وأضاف المعلم: «إن الوفد السوري الذي ذهب إلى الجامعة العربية ليعتصم أمام مقرها رفضا لقرارها بحق سوريا لم يستقبل من قبل الأمانة العامة للجامعة إنما قوبل ممن يدعون الديمقراطية ويخشون سماع الرأي العام مضيفاً أن ما حصل اليوم مؤشر على رأينا حول هؤلاء». وقال المعلم إن «الحوار ضرورة هامة لرسم صورة مشتركة لمستقبل سوريا بأسلوب تشاركي»، مشيرا الى ان «الحوار الوطني يشكل القاعدة الأساسية لبناء سوريا والشعب يجب أن يمثل فيه ولذلك يجب أن يعقد الحوار في دمشق مشيرا إلى أن كل من يرغب من المعارضة الوطنية بالمشاركة في هذا الحوار فهو مرحب به». وقال ان الحوار «ليس فقط بين السلطة والمعارضة وهناك طرف ثالث أهم بكثير هو الشعب السوري

وأكد المعلم أنه «لن تكون هناك حرب أهلية مهما حاولوا افتعالها فوعي شعبنا كفيل بوأد هذه الفتنة»، مضيفا أن «تصريحات الجهات الغربية هي التي تؤدي إلى القتل وتشجيع المجموعات الإرهابية على أعمالها».

وقال المعلم: «لا نحتاج إلى أي دعم لوجستي من أي بلد عربي.. ونحن ننسق مع الأصدقاء الروس في كل خطوة». وأضاف المعلم: «نريد أن يقتنع شعبنا أننا لن نترك نافذة صغيرة إلا ونعمل من خلالها حتى لا تتحول الجامعة العربية إلى أداة

وكانت جامعة الدول العربية رفضت التعديلات التي اقترحت سوريا ادخالها على خطط ارسال بعثة مراقبين الى دمشق

وأضافت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية امس أن الجامعة رفضت طلب سوريا من خلال رسالة من نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم

وتريد الجامعة العربية ارسال بعثة مراقبين من 500 شخص الى سوريا لتقييم الوضع هناك حيث يشن الجيش حملة على المحتجين على  النظام على حد قولها

ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط عن الخطاب قوله «الاضافات التي اقترح الجانب السوري ادخالها على وثيقة البروتوكول تمس جوهر الوثيقة وتغير بشكل جذري طبيعة مهمة البعثة

وكانت الجامعة العربية أمهلت دمشق ثلاثة أيام اعتبارا من اجتماع عقد في 16 تشرين الثاني للالتزام باتفاق لسحب قوات الجيش من مدن مضطربة وبدء محادثات بين الحكومة والمعارضة. وشملت الخطة ارسال فريق مراقبة الى سوريا.
وقالت الجامعة العربية في بيان انها ملتزمة بحل عربي للعنف الدائر في سوريا وانها تعمل على انهاء قمع المدنيين في سوريا.
وقال مصدر في الجامعة ان زيارة البعثة أصبحت محل شك الان لانها لا يمكن ان تتم قبل أن توقع الحكومة السورية على بروتوكول مع الجامعة.
وحددت الجامعة المهلة التي انتهت يوم السبت لسوريا للالتزام بخطة سلام تتضمن سحب الجيش من المناطق المحيطة بالمدن والبلدات وهددت بفرض عقوبات في حالة عدم وقف النظام للعنف. ولم يتضح على الفور الاجراء الذي ستتخذه الجامعة بعد انتهاء المهلة.
وقال ممثل لدولة عربية بالجامعة «على الرغم من أن الاطار الزمني انتهى.. لم تعقد اجتماعات أو تظهر طلبات لعقد اجتماعات الا على مستوى المندوبين (في الجامعة).»
داخليا، توافدت حشود كبيرة من المواطنين إلى ساحة الحجاز بدمشق رفضا لقرار الجامعة العربية بحق سورية وللتدخل الخارجي في شؤونها الداخلية وتأكيدا على تمسكهم بالوحدة الوطنية والقرار الوطني المستقل .
من جهة أخرى تحاول بعض القنوات المحرّضة ببث بعض الاخبار الكاذبة عن تعرض بعض المراكز لهجمات من قبل ما يدعى الجيش السوري الحر

الى ذلك، تعرض وفد سوري يضم المئات من الفنانين والمهندسين والاطباء والمحامين قصد القاهرة للاحتجاج على مواقف الجامعة العربية الى اعتداءات من معارضين سوريين فأصيب العشرات من أعضاء الوفد السوري بجروح

وكالات

 

تاريخ آخر تحديث: الإثنين, 21 تشرين2/نوفمبر 2011 01:49
 

Add comment


Security code
Refresh