الاسلام في المانيا و خطر التطرف PDF Drucken E-Mail
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha   
Mittwoch, den 07. März 2012 um 22:42 Uhr

عصفت زوبعة في الشارع الالماني على خلفية التصريحات التي ادلى بها وزير الداخلية الالماني عن المسلمين في المانيا و ذلك بناءا على دراسة اجراها احد مراكز الابحاث بطلب من وزارة الداخلية الالمانية حول المسلمين في المانيا و مسالة التطرف و الاصولية لكن نتائج الدراسة المشكوك بها اصلا لا تعبر عن الواقع ابدا و السؤال المطروح الان , عن اي فئة من المسلمين تتحدث هذه الدراسة و ما هي المعايير التي اتخذت بهكذا دراسة و ما هي الطريقة التي اعتمدت اصلا ؟

كل هذه المعطيات بالاضافة الى التصريحات المتشددة لوزير الداخلية الالماني اثارت جدلا و عرضت السيد الوزير الى حملة انتقادات و خاصة انه تعرض الى اكثر من اربعة ملايين مسلم يتمتع اكثر من نصفهم بالجنسية الالمانية , كما ان هجومه على المسلمين و وصفه لهم بالاصوليين و المتطرفين يدعو للتساؤل

عن الازدواجية في التعامل مع هذه التيارات المتشددة , فمن ناحية نلمس الدعم الذي تقدمه كل من اوربا و الولايات المتحدة لهذه الجماعات كا هو الحال في مصر و ليبيا و تونس الى الدعم السياسي و اللوجستي في بعض الدول العربية التي قامت فيها ما اسمتها ثورات و دعمتها بكل الوسائل لا بل دعمتها للوصول الى سدة الحكم مع انها تنتمي الى تيارات اصولية و سلفية . في الوقت الذي تحذر من وجوده في بلادها و تحاربه ايضا , فان دل هذا فانه يدل على الازدواجية و التخبط معا من الموقف من هكذا تيارات و جماعات التي هي تدعمها و تأويها و تسهل حركتها وصولا الى حد دعمها بالمال و السلاح مباشرة كما يحدث في سورية

حيث ان تنظيم القاعدة الارهابي يتباهى علنا بتنفيذه عمليات ارهابية في سورية و يتلقى الدعم السياسي و الاعلامي و يبدو ان اوربا و الولايات المتحدة راضية عن ادائه في كل من ليبيا و سورية و عبدالحكيم بالحاج الذي انهى مهمته في ليبيا و انتقاله الى سورية خبر مثال على ذلك

فهل من صفقة قد عقدت بين تلك الجماعات المتطرفة و المتهمة بالارهاب اصلا و بين اوربا و الولايات المتحدة كي تكون ذراعا طويلا لها تستخدمها حين تقتصي الحاجة؟ و هل هي ليست ضد الاسلام المتطرف لانه يخدم مصالحها لكي يبقى فزاعة لتخويف شعوبها منه , ام انها تدعمه شريطة ان يبقى خارج حدودها؟

هل ارتكبت هذه الدول خطأ حين عقدت تلك الصفقة ناسية ان طباخ السم لا بد يوما ان يذوقه , و ها هي تصحوا فجأة لكي تتلافى الاخطاء التي ارتكبتها ام انها ليست الا فصلا من فصول مسرحية هزلية؟

 

 

Zuletzt aktualisiert am Donnerstag, den 15. März 2012 um 02:01 Uhr