اسرائيل تفقد تعاطف الالمان PDF Drucken E-Mail
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha   
Mittwoch, den 30. Mai 2012 um 09:21 Uhr

بقلم رئيس التحرير د. شكري طه باشا

يبدو ان الرئيس الالماني الذي يقوم بزيارة رسمية لاسرائيل لم يلتفت الى رأي الشعب الالماني بهذه الدولة العنصرية و خاصة ان استطلاعا للرأي نشر قبل ايام قليلة من الزيارة المقررة , و لكن يبدو ان كل السياسيين الالمان يقفون عاجزين امام اسرائيل بحجة المحرقة التي لا تزال الشكوك و الخلافات *بشأن العدد و من وقف خلفها* لا نهاية لها متناسين و متجاهلين كل المجازر التي قامت بها الدولة اليهودية نفسها

الى متى سيعيش الشعب الالماني هذه العقدة و حالة تأنيب الضمير على جريمة لم تقترفها ايديهم ؟ بل كانوا هم ضحايا تلك الفترة و لا ننسى ملايين ضحايا الحرب و ماذا حل بالمانيا من دمار و خراب جراء القصف العشوائي للمدن التي انطمست معالمها . لم يفكر احدا برحمة ذاك الشعب و لم يتألم ضمير أحد جراء ما حدث له بسبب رجل مهووس و ليس الماني اصلا . عاش الشعب الالماني مرحلة من اسوء المراحل لكنه اثبت بانه شعب جبّار و خلّاق و لا يستسلم لليأس و نهض من جديد و بفترة قصيرة صار في عداد الدول المنافسة صناعيا و اقتصاديا لكن تكالب كل القوى من حوله بعد الحرب جعلته يرزح تحت احتلال تلك الدول تحت مسميات مختلفة و لا تزال بعض تلك القواعد العسكرية موجودة على اراضيه

لكن  عقدة الذتب و تأتيب الضمير و تحمل وزر جريمة لم يرتكبها الشعب الالماني راحت تتبدد شيئا فشيئا رغم كل الضغوطات التي يتعرض لها , و بما ان هذا الشعب الجبّار اجتاز العديد من المحن فلا بد انه قادر على ان يتخلص من هذه العقدة التي لا ذتب له بها و يبدو انه قطع شوطا في العلاج  منها و هذا اثبتته دراسة عبر استطاع للرأي نشرتها مجلة *شتيرن* الالمانية قبيل زيارة الرئيس الالماني الى الدولة اليهودية . يستشف الباحثون من هذه الدراسة بان الحيل الجديد لم يعد يقتنع بالحجج و الاوهام التي فرضت على أبائهم لاكثر من تصف قرن و عقدة الذنب تجاه الشعب اليهودي و اسرائيل بدأت تزول

خلصت الدراسة الى ان 70 % من الشعب الالماني مقتنع بان اسرائيل تنفذ اجنداتها وفقا لمصالحها دون التفكير بمصالح الشعوب و الدول الاخرى في حين كانت النسبة 59 % في آخر استطلاع للرأي عام 2009 . اشارت الدراسة ان 59 % يعتبرون اسرائيل دولة عدوانية اي بزيادة 10بالمئة عن استطلاع عام 2009 و 58 % يعتبرون ان اسرائيل دولة غريبة عنهم مقابل 50 % عام 2009 و هبطت النسبة من 45% عام 2009 الى 36% هذا العام لمن يعتبرون ان الدولة اليهودية محببة و يمكن التعاطف معها , اما عن احترام حقوق الانسان فلقد وصلت الى 21% مقابل30% عن استطلاع عام 2009 , و في سؤال عن الاعتراف بفلسطين كدولة للفلسطينيين فان نسبة 65% اجابت بنعم مقابل 18% بلا

نعم خرج الشعب الالماني من صمته و قال كلمته حين وقف الى جانب الاديب و الشاعر غنتر غراس *حامل جائزة نوبل للادب* عندما هوجم من قبل المنتقدين له و من اسرائيل التي لم تحتمل كلمات قصيدته فاصدرت امرا بمنعه من دخول اسرائيل , كانت بمثابة امتحان بسيط على ديمقراطيتها المزعومة و لم تطق سماع نقده لسياستها الخارجية و تحذيرها من اي مغامرة ضد ايران قد تشعل العالم كله . نعم تحدث الشاعر غنتر غراس باسم اغلب الالمان و صرخ عاليا * لماذا عليّ ان اصمت*و أراد من خلال صرخته تلك ايقاظ الضمير العالمي المشوش و المسيطر عليه بان الازدواجية في المعايير و المواقف مرفوضة و ان الشمس واضحة في كبد السماء و من لا يراها لانه اعمى فلا بد ان يشعر بها على الاقل

 

 

Zuletzt aktualisiert am Mittwoch, den 30. Mai 2012 um 11:18 Uhr