الحسم العسكري في سوريا... ضوء اخضر روسي ام مغامرة محسوبة؟ PDF Drucken E-Mail
Montag, den 18. Juni 2012 um 23:30 Uhr

على الرغم من الحراك الذي تشهده الساحة المحلية منذ جلسة الحوار الاخيرة، والتقدم على مستوى القرارات الحكومية التي ما زالت دون المستوى المطلوب قياسا على خطورة المرحلة امنيا واقتصاديا، تبقى الأنظار مشدودة باتجاه الأزمة السورية، نظرا إلى التطورات العسكرية المتسارعة التي تشهدها الساحة الميدانية، والتي يصفها المتصلون بالعاصمة السورية بالاخطر على الإطلاق، وذلك في ظل اعتقاد هؤلاء بان مرحلة الحسم قد بدأت منذ ثلاثة ايام وهي قد لا تتوقف إلا مع سقوط معاقل المسلحين وخروج المرتزقة من المعادلة التي تتحكم بمسار الازمة السورية منذ أشهر طويلة.

وللمرة الاولى، تقر الدبلوماسية الاوروبية بقدرة نظام الرئيس السوري بشار الاسد على حسم الامور، وان كانت تربط هذا الحسم بالموانع السياسية او الضوء الاخضر اذا ما جاز التعبير، وذلك استنادا إلى تقارير ومعلومات معاهد الدراسات الاستراتيجية الاوروبية التي تشير إلى تفوق الجيش السوري قتاليا وتنظيميا على خصومه المسلحين نظرا لامكاناته القتالية التي تسمح له بمقارعة الدول العربية مجتمعة، ما يعني ان الجيش السوري لم يحسم المعركة لمصلحته حتى الان ليس من باب العجز انما لعدم وجود القرار السياسي المحجوب لاسباب سياسية ودبلوماسية تتعلق بالموقف الروسي والامم المتحدة ودول الغرب مجتمعة.

وقد دفعت التطورات العسكرية النوعية بدبلوماسي اوروبي إلى طرح اكثر من علامة استفهام حول الاسباب التي دفعت بنظام الرئيس الاسد للتحلل من خطة المبعوث الاممي كوفي انان، واعلان وفاتها سريريا. وقد كشف هذا الدبلوماسي في الوقت ذاته ان موسكو باتت على قناعة تامة بان المستفيد الاول والاخير من وقف النار كانت المعارضة المسلحة التي استغلت مبادرة انان لتعزيز قدراتها العسكرية واللوجستية عدة وعديدا، ولبسط سيطرتها على مزيد من الاحياء والمناطق. فروسيا على ما يبدو حسمت امرها بشكل نهائي بعدم التخلي عن سوريا مهما كانت الظروف السياسية والدبلوماسية التي تلعب في اطارها واشنطن.

ويكشف الدبلوماسي الاوروبي عن معلومات بلاده التي تؤكد بان موسكو هي من اعطت الضوء الاخضر للرئيس السوري للمضي قدما بتحسين مواقعه العسكرية من خلال السير بالحسم الممنهج القائم على سياسة القضم من جهة والتغطية الاعلامية من جهة ثانية، وذلك استنادا إلى قرارات اتخذتها روسيا على المستويات الاستراتيجية تقضي بالاستفادة إلى اقصى الحدود من الوقت الفاصل عن موعد الانتخابات الاميركية، وذلك على اعتبار ان المحادثات الجدية مع واشنطن حول ملفات دولية عدة وابرزها الملف السوري لن تبدأ قبل انتهاء الادارة الاميركية من انتخاباتها.

وفي سياق متصل، يلاحظ الدبلوماسي ان سوريا باشرت بالحسم قبل انعقاد اللقاء الروسي – الايراني في طهران، وهي سعرت حملتها في اعقابه كما اعلنت عن سقوط اكثر من معقل للجيش السوري الحر، وبالتالي دعت المراقبين الدوليين إلى بعض تلك الاحياء، وذلك في رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي تؤكد فيها ان عمليات الحسم باتت جدية ولا رجوع عنها بوجود المراقبين او عدمه.

Quelle:MNN

Zuletzt aktualisiert am Montag, den 18. Juni 2012 um 23:43 Uhr