السلفيين في المانيا :هل هو خطر مبالغ فيه؟ PDF Print E-mail
Written by Dr. Taha-Pascha   
Sunday, 10 November 2013 14:06
There are no translations available.

ازدادت المخاوف من انتشار و تنامي الحركات الاسلامية المتطرفة كالسلفية في اوربا عموما و في المانيا خصوصا  , حتى وصلت الى دق ناقوس الخطر بعد دعوتهم الى الجهاد في سورية و وصول عدد منهم الى هناك , و يبدو ان الخوف لا ينحصر بذهابهم الى سورية , فهذا الامر لمصلحة الحكومة الالمانية للتخلص من هذه الجماعات المتطرفة في اي بقعة على الارض بعيدا عنها و عن اوربا عامة . مم التخوف اذا ؟ لا بد ان الخوف هو من عودة هؤلاء المقاتلين من سورية بعد ان تضع الحرب أوزارها كما حصل قبلها في افغانستان و لا بد انهم اكتسبوا خبرة عالية في فنون القتال على شكل خلايا و قتال شوارع و عمليات نسف و تفجير مما يثير مخاوف جمّة لدى  المسؤولين الامنيين في المانيا و خاصة ان لا احدا يستطيع التكهن بما تفكر به و تخطط له تلك الجماعات

وتتنامي مخاوف الحكومه الالمانيه من انزلاق البلاد نحو هاويه التطرف الاسلامي في ضوء انتشار هذه الحركات في بعض المناطق وتزايد اعداد الشباب المسلم الالماني الراغب في السفر الي سوريا لدعم المعارضه ضد نظام الرئيس الاسد , في الوقت الذي استطاع النظام السوري التوصل لتسوية من اجل تفكيك و اتلاف المنظومة الكيميائية السورية و تلاشي الضربة الامريكية و الامر الذي خيّب ظن الثيرين الذين كانوا يراهنون على الضربة الامريكية لسورية

ويواجه المسؤولون الالمان - طبقًا لما كشفت عنه هيئه الاذاعه الالمانيه - معضلة صعبة الا وهي تحديد اعداد العناصر الفاعله او المتعاطفه مع الحركات السلفيه التي لا تعد تنظيما مؤسسيا وانما شبكات تعمل بشكل مستقل ولذا يقومون بمراقبه لهذه العناصر، لاعتقادهم انه يمكنها استخدام العنف واللجوء الي ما يسمى الجهاد 

وينشط السلفيون في ولايه هيسن وتحديدًا في مدينه فرانكفورت حيث وصل عددهم 700 شخص، وحاولت بلديه فرانكفورت منع تنظيم تظاهره للسلفيين بدعوي ان لهم اهداف معاديه للدستور ويهددون الامن العام، الا ان منظمي هذه التظاهره طعنوا في هذا القرار وحصلوا علي تاييد القضاء الالماني و الذي اعتبرته هذه الجماعة بمثابة نصر لهم

وقد شهدت مدينه فرانكفورت، انعقاد مؤتمر السلام للمسلمين المتطرفين ( السلفيين ) تحت عنوان "اخوتي في الاسلام" في 7 سبتمبر الذي دعا فيه * بيير فوجل * الذي اعتنق الاسلام عام 2001 و احد قاده الحركه السلفيه في المانيا الي دعم * السلام * في العالم , و الجدير بالذكر الى ان* بيير فوغل* لم يتطرق الى كيفية التوصل الى هذا الهدف او الوسيلة التي يمكن اتباعها , و اعتقد بانه ليس الّا مجرد شعار برّاق  , كما سعي المنظمون لهذا المؤتمر الي جمع 100 الف يورو كتبرعات لدعم الاسلاميين في مصر واظهار الدعم للمعارضه للاطاحه بالنظام السوري و و نشرت صحيفة فرانكفورت روندشاو تقريرا عن هروب عدد من طلاب المدارس من منازلهم للالتحاق باخوتهم * المجاهدين * في سورية و هذا ما اثار ضجة وسط صرخات الاهالي بان هذه الجماعة السلفية تقوم بعملية غسل لادمغة الشباب المسلمين مستغلة بعض المشاكل الاجتماعية و الاسرية التي يعانون منها لتقوم بنقلهم تحت جنح الظلام الى سورية للقتال و الموت هناك و قامت الصحيفة بنشر عدة مقابلات لاهالي الطلاب * الضحايا* كما احب الاهل تسميتهم

يبدو ان المسألة اكبر من مجرد دعوة الى الاسلام , دين التسامح و السلام , لأن هكذا دعوات لن يكون لها تأثيرا ايجابيا في الاوساط الغربية و ستزيد من التخوف من هذا الدين الحنيف و ممن يعتنقوه لأن الصورة تصل اليهم مشوهة و قاتمة و هي دعوة لكل المسلمين المعتدلين لنشر الصورة الصحيحة في المحتمعات و التي تدعو للعيش المشترك و التآخي بين باقي الديانات السماوية و الى فتح الحوار  الجدي و البنّاء بين الاديان و الحضارات بغية الوصول الى بناء مجتمع عادل و معتدل يسوده المحبة و التسامح

 

 

 

Last Updated on Monday, 11 November 2013 15:14