سورية و فشل الابراهيمي |
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha |
Mittwoch, den 14. Mai 2014 um 12:18 Uhr |
انسحب «رجل المهمات الصعبة» من مسرح الحرب السورية. تعقيدات الأزمة وأولوية الميدان لدى الدولة السورية و الجماعات المسلحة أفضت إلى فراغ جعبة الأخضر الإبراهيمي من أي حلول ممكنة. الدبلوماسي الجزائري استقال أمس ليترك الساحة لصوت المعارك و يبدو ان الصراع لن يحسم الا بقوة الجيش السوري أقفل الأخضر الإبراهيمي خط المفاوضات الموازي لخط الحرب السورية. استقالة المبعوث الدولي لم تكن مفاجئة منذ انتهاء جلسات «جنيف 2» في شباط الماضي و التي انتهت كما بدأت بسبب غياب الرؤية لدى القوى التي تسمى معارضة ! الدبلوماسي الجزائري صرّح قبل عام في نيويورك بأنّه «يفكّر في الاستقالة كل يوم»، علماً بأنه لم يعد في إمكانه الاعتماد على توافق روسي ــ أميركي يسانده في مهمته، كما درجت العادة فاليوم واشنطن وموسكو تتصارعان على حلبة جديدة في أوكرانيا، بينما تعمل دمشق على تنظيم انتخابات رئاسية وقف الإبراهيمي في صف معارضيها ضاربا بذلك موقف الحياد الذي كان من المفروض ان يتحلى به ، ليضيف بنداً جديداً على لائحة الاعتراض السوري الرسمي على أدائه. وفي الميدان، يُحرز الجيش السوري تقدماً كبيراً في محيط العاصمة والمنطقة الوسطى، ليبني عليه رفض تقديم تنازلات للمعارضةأما المعارضة المسلحة فتحاول ان تحقق تقدماً في الجنوب، وخروقات جدية في الشمال، وترتفع وتيرة الوعود الخارجية لها، ما يحول دون إعلان يأسها من تحقيق انتصار على النظام. خلاصة الأمر أن الطرفين لم يتفقا سوى على شعار «صوت المعركة» الذي لا يعلو فوقه صوت آخرإعلان استقالة الإبراهيمي أتى تتويجاً لهذا «الاتفاق»، ويمثل نهاية سلبية لمراحل المفاوضات السابقة. وبذلك، وضِع المسار السياسي للأزمة السورية برمته في حالة موت سريري. فالإبراهيمي ليس الوحيد الذي استقال، إذ سبقه إلى الاستقالة نائبه ناصر القدوة، ومساعده مختار لماني.وصرّح الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بأنّ الابراهيمي سيستقيل من منصبه في 31 أيار، متهماً كلاً من الحكومة السورية وجماعات المعارضة المسلحة بـ«الفشل».وقال إنّه سيعمل على العثور على شخص يحل محلّه، فيما تقول مصادر دبلوماسية إنه يوجد العديد من المرشحين المحتملين، بينهم وزير الخارجية التونسي السابق كمال مرجانونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسيين (لم تذكر أي صفة إضافية لهم) أنّ إعلان سوريا يوم 21 نيسان أنها ستجري انتخابات رئاسية وجّه ضربة قاسية لجهود الإبراهيمي. حينها حذّر الأخير من «تفاقم» الأزمة، ما استدعى رداً عليه من وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الذي اتهمه بـ«تجاوز مهمته وعدم احترامها». .
|
Zuletzt aktualisiert am Mittwoch, den 14. Mai 2014 um 15:02 Uhr |