برنار ليفي و اللعبة القذرة Drucken
Samstag, den 17. März 2012 um 18:19 Uhr

عرّاب إسرائيل في فرنسا برنار هنري ليفي " قطبة مخفية" بين برهان غليون و .. رفعت الأسد

كنت قد كتبت و نشرت في بداية ما اسموه الربيع العربي عن الجنرال الصهيوني الفخري برنار هنري ليفي و عن الدور المشبوه و الغير مخفي الذي كان يلعبه في البلدان التي حدثت فيها تغييرات و احداث دامية , و لم أشك لحظة بانه واحدا من مهندسي مشروع الربيع العربي و تحويله الى خريف بل شتاء لا علاقة للعرب فيه لا من قريب و لا من بعيد . هذه الشخصية المحيرة و تحركاتها المشبوهة من مصر الى ليبيا ابان التحركات الشعبية و تحول مسار تلك الحركات و تبدل الشعارات , فكان بمثابة الاب الروحي لها و ربما انخدعت به الجماهير التي لا تعرف عنه سوى انه صحفي و فيلسوف و ناشط انساني و لكن ماذا عن هؤلاء الذين اتوا به و يعلمون جيدا من هو و ما هي ماهية المهمة التي اتى من اجلها ! و لكنني اليوم ساتحدث اليوم عن دوره في لعبة الدم القذرة في سورية

في أيار / مايو الماضي ، ودون سابق إنذار ، دخل عراب الصهيونية في فرنسا و الممثل فوق العادة لإسرائيل فيها ، برنار هنري ـ ليفي ، على خط الأزمة السورية معلنا تشكيل لجنة " أنقذوا سوريا " مع الآنسة لمى الأتاسي ، ابنة المهندس عبد الحميد الأتاسي ، عضو قياد "حزب الشعب الديمقراطي السوري" وممثل رياض الترك في أوربا ؛ أي الحزب نفسه الذي ينتمي إليه الكاتب والناقد صبحي حديدي

حديدي كان من أوائل من استشعروا خطر اقتراب جرثومة الجرب الإسرائيلي ، التي يحملها برنار ليفي ، من الجسد السوري… ولذلك سارع في أيار / مايو الماضي إلى إصدار بيان مشترك مع برهان غليون وفاروق مردم بك نددوا فيه بتطفل ليفي ، وذكروا بصهيونيته الليكودية وبتاريخه العفن وسجله الأخلاقي القذر إزاء فلسطين والجولان والقضايا الإنسانية كلها… ذلك على أثر إعلانه عن تأسيس اللجنة المذكورة

كان البيان تعبيرا عن الحساسية الخاصة التي يبديها السوريون عموما ، وقسم كبير من مثقفيهم ( لم يعودوا كلهم كذلك ، كما تقتضي الإشارة !) ، إزاء كل ما له علاقة بإسرائيل ؛ وتعبيرا عن وعي مبكر بالإمكانية الواقعية في أن تسعى إسرائيل وطوابيرها إلى ركوب الانتفاضة السورية ، وتحذيرا منه في آن معا… لكن الأمور لم تسر على هذا النحو في الأشهر والأسابيع اللاحقة.

بعد ذلك بأسابيع ، وبالاشتراك مع لمى الأتاسي ، دعا ليفي إلى مؤتمر للمعارضة السورية في باريس حضره الأخوان المسلمون وعمار قربي وسليم منعم و ... مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي للصناعات الأمنية ، ألكسندر غولدفارب , و كان مؤتمرا صهيونيا بامتياز , افتتح بفيلم وثائقي للجيش الاسرائيلي و الموسيقا المرافقة له كانت اغنية *موطني * , فكم هو سوري هذا المؤتمر شكلا و مضمونا؟

هل كان برهان غليون يلتقي سرا مع برنار هنري ـ ليفي في الوقت الذي كان يوقع فيه بيانا مشتركا مع حديدي ومردم بك اللذين لا ينطقان عن الهوى في كل ما قالاه وما يمكن أن يقولاه عن الغرب الرسمي وإسرائيل !؟

وإذا كان الأمر كذلك ، وهو حقا كذلك ، لماذا صمتا خلال الأشهر الأخيرة إزاء " البلبلة " التي أصبح يمارسها ليفي في الساحة السورية وفي مؤخرات العديد من معارضيها ، وعلى رأسهم "المجلس الوطني السوري"، باعترافه في مقاله الأسبوعي ما قبل الأخير في مجلة " لو بوان" الفرنسية ( 17 /11)!؟

هل لأنهما كانا من أوائل المؤيدين لـ"المجلس"المذكور!؟

بيدو ان الجميع كان متورطا في المؤامرة مع الجنرال ليفي و لكن كل على حدا و لا يريد ان يعرف الطرف الاخر و قد بدا ذلك لاحقا حين قام القذر ليفي نفسه بفضحهم و هذا ليس بجديد على صهيوني متمرس حقق ما يريد من هؤلاء الاغبياء و رماهم ليبحث عن اناس جدد قد يحققون له تنفيذ المخطط , لان الاوائل كانوا فاشلين و اصبحوا عبئا عليه و لم يحققوا اي مكسب على الارض السورية 

في مقاله الأخير في " لو بوان" ، الذي جاء تحت عنوان " نهاية اللعبة في سوريا" ، كشف ليفي تفاصيل مثيرة عن لقاءاته ومفاوضاته مع العديد من "رموز المعارضة" السورية في الخارج ، قبل أن يختمها بـ" إعلانه الحرب على بشار الأسد" .. باسم إسرائيل طبعا وباسم "المجلس الوطني" ، وليس باسم الديمقراطية أو الحرية كما يمكن متوهمين أو مغفلين ، أو نصّابين ، أن يتوهموا ويوهموا معهم " قطعان الشعب"!

أوليس هو القائل حرفيا قبل أيام ـ كما نقلت عنه " لوفيغارو" ـ أمام 900 من أعضاء المؤتمر اليهودي الفرنسي: 'لقد شاركت في الثورة الليبية من موقع يهوديتي (...) ولم أكن لأفعل ذلك لو لم أكن يهوديا.. لقد انطلقت من الوفاء لاسمي وللصهيونية ولاسرائيل"!!؟ ( راجع "لوفيغارو" هنا).

في المقال نفسه يجزم ليفي بأن النظام السوري سيطاح بالطريقة نفسها التي أطيح بها شقيقه الليبي … ذلك قبل أن يكشف عن المساعي والجهود الخفية التي بذلها خلال الأشهر الماضية لاستمالة المعارضين السوريين و"إقناعهم" بتأييد ما يسميه " نظرية القذافي" ، وعن اللقاء الذي جمعه برفعت الأسد في لندن قبل ستة أشهر.

هذا اللقاء مع رفعت الأسد يفسر الظهور المفاجىء لهذا الأخير في أحد فنادق باريس قبل نحو أسبوعين للإعلان عن تأسيس "المجلس الوطني الديمقراطي السوري" و مطالبة الشعب السوري بـ"رفع السلاح ضد النظام"!؟

فطبقا لما كشف  قبل أيام عن سفير فرنسي سابق في دمشق يعمل الآن سفيرا لبلاده في بلد أوربي وسبق أن كان سفيرا لها في السعودية بعد دمشق ، رأى صانعو القرار في قصر الإليزيه والخارجية أن رفعت الأسد " يمكن أن يكون بوابة لاستمالة ضباط سوريين ودفعهم للاستيلاء على قطعة ما من سوريا على غرار ما فعل ليفي في بنغازي الليبية ، بعدما فشل العميل التركي رياض الأسعد في ذلك ، وأثبت أنه مجرد دمية تركية لا تتسع لأكثر من الإصبع الوسطى لأحمد داود أوغلو يحركه بها كدمية عرائس بالطريقة التي يراها مناسبة

ليفي ، وفي المقال نفسه ، لا يتردد في الكشف عن جوانب مما دار بينه بين معارضين سوريين ( من "المجلس الوطني" طبعا) وعن طبيعة الجهود التي بذلها خلال الأشهر الأخيرة لدفعهم إلى الموافقة على التدخل العسكري الدولي في بلادهم .. طبقا للمخطط الذي وضعته قطر والجامعة العربية … فهو يقول إن المبادرات الأخيرة للجامعة العربية بخصوص سوريا تقف وراءها «قوة إقليمية وليدة اسمها قطر»، وأنها تندرج ضمن خطة مستوحاة من «السابقة الليبية»، ما يعني أن مساعي الجامعة العربية بخصوص سوريا لا تهدف سوى لمنح شرعية عربية للتدخل الأجنبي، مثلما حدث في ليبيا.

ويضيف: «مثل ليبيا؟ نعم، مثل ليبيا. إنها «السابقة الليبية» تتكرّر.. القوة نفسها، بل القوى نفسها، ستفرز المفعول ذاته.. كيف لا يدرك ذلك المعنيون بالأمر؟ أي «توحّد» يمنع بشار الأسد من أن يفهم أن التحالف ذاته الذي أطاح القذافي هو الآن بصدد التشكل مجدداً من أجل إطاحته هو؟".

مع ذلك تبقى المعلومة الأكثر أهمية وإثارة ، من بين ما كشفه ليفي في مقاله عن خفايا مفاوضاته مع المعارضين السوريين ، هي تلك المتعلقة بنجاحه في إقناع أغلبية هؤلاء المعارضين في تغيير قناعاتهم نحو " تأييد التدخل الدولي"… ويصيف في هذا الصدد : " لقد كان هذا بمثابة تابو ( محرم) قبل اليوم ... كانت كلمة التدخل عصية حتى على اللفظ من قبلهم ...وكان هناك، حتى في فرنسا، معارضون (سوريون)، ممن التقيتهم أثناء الإعداد لتجمع تضامني مع المدنيين السوريين، قبل الصيف الماضي، قالوا لي آنذاك بأنهم يفضلون الموت على أن ينطقوا بكلمة تدخل أو تدخل دولي… وهذا ما يفسر لماذا لم نقم في سوريا بمثل ما قمنا به في ليبيا… ليس ذلك من قبيل الكيل بمكيالين، بل كانت لهذه الفضيحة الأخلاقية (!!!) أسباب ومبررات عديدة، أولها أن (المعارضين) السوريين، بخلاف الليبيين، لم يكونوا يطالبون بالتدخل، بل كانوا في أحيان كثيرة يرفضون ذلك... وها قد بدأت مواقف هؤلاء تتغير. ..وهذا هو السبب الأخير الذي يجعل نظام دمشق محكوماً عليه بالانهيار".

ولكن من هو صاحب العبارة التي يوردها ليفي في مقاله ، والتي تقول " إننا نفضل الموت على النطق بكلمة تدخل أجنبي"!؟ في الحقيقة ليس سوى برهان غليون نفسه ، صاحب الكتاب الأشهر " بيان من أجل الديمقراطية"… والدليل على ذلك ليس فقط ترداده العبارة أمام عدد كبير من رموز المعارضة الوطنية الديمقراطية في " هيئة التنسيق" ، حتى صارت تعرف العبارة باسم " عبارة غليون" ، بل أيضا ذكره العبارة نفسها في رده على رسالة "عتاب قاسية جدا" كنت أرسلتها لها بعد ساعة من خروجه من اجتماعه في وزارة الخارجية الفرنسية بتاريخ 16 أيلول / سبتمبر الماضي ، وكشفت له فيها ـ استنادا إلى ما سربته سيدة فرنسية تعمل في " مكتب سوريا ولبنان" في الخارجية الفرنسية ـ عن "وظيفة" أحد الأشخاص الذين حضروا الاجتماع ، والذي لم يكن ديبلوماسيا في الخارجية ، وبالتالي لم يكن من مبرر لوجوده سوى "علاقة وظيفته وجهازه بعمل أمني عابر للحدود والقارات يجري التحضير له ضد سوريا / الدولة"! وغني عن البيان أن هذا الاجتماع كان "القطبة المخفية" في التحول المفاجىء لغليون من قيادة "هيئة التنسيق الوطني في الخارج" إلى " المجلس الوطني السوري"!؟

إذا، إنه برهان غليون الذين عناه برنار هنري ـ ليفي في مقاله !! ولكن لم العجب !؟

في الواقع إن موقع "الحقيقة" كان كشف قبل أكثر من أسبوعين عن حصول ثلاثة اجتماعات في باريس على الأقل بين ليفي من جهة وغليون وبسمة قضماني ، وأعضاء آخرين في "المجلس الوطني" ، من جهة أخرى ؛ وأن ليفي هو من نسّق زيارة غليون ورياض الشقفة ورضوان زيادة إلى ليبيا لطلب السلاح والمقاتلين من الحكومة الأطلسية التي يقودها مصطفى عبد الجليل ، ومن زعيم "القاعدة" في شمال أفريقيا عبد الحكيم بلحاج ، الذي وصل السبت الماضي إلى تركيا واجتمع برياض الأسعد وبدءا حشد الليبيين الأصوليين المرتزقة على الحدود السورية !

لكن ، وعلى عادة العرب والأعراب ، لا أحد يصدق إلا حين يأتي الخبر من مصدر أجنبي ، فقد كان على هؤلاء العرب والأعراب الانتظار حتى تقوم " الديلي تلغراف "البريطانية بنشر هذه الوقائع قبل أربعة أيام!

فما الذي فعله ليفي مع غليون خلال لقاءاته الثلاثة معه !؟

لا شيء في الواقع؛ كل ما كان يريده ليفي من غليون هو إقناع هذا الأخير بتغيير عنوان كتابه الأشهر ليصبح : " بيان من أجل الديمقراطية .. المحمولة على دبابة لوكلير

Quelle : RT


Zuletzt aktualisiert am Sonntag, den 18. März 2012 um 13:36 Uhr