الربيع العربي و مسلسل العنف الذي لا ينتهي

في الوقت الذي تتناحر فيه الميليشات المسلحة في ليبيا لتفرض كل مجموعة سيطرتها على الاخرى و بالتالي على مراكز الدولة , في الوقت الذي تعلن مناطق في الشرق عن قيامها بالانفصال تحت مسمى الفيدرالية و بالتالي تقسيم البلاد الى عدة دويلات ,كان البعض يسخر منا عندما كنا نحذر من هذا المخطط في بداية التحركات ضد نظام العقيد معمر القذافي و كتبت عن هذا المخطط الذي كنت اراه في نظرة ذاك الصهيوني المتمرس (برنار هنري ليفي ) اثناء زيارته لليبيا و لقائه قادة مجلس الثورة ,حاملا الدعم اللامحدود لهم من ساركوزي و زبانيته و تذكيرهم بما عليهم من واجبات تجاه فرنسا حين يتم القضاء على نظام القذافي . كانت خطط التقسيم جاهزة و لا بد انه تفاوض مع اطراف كثيرة و  اعطى تطمينات لكل جماعة على حدا . هذه هي السياسة الصهيونية و شعارها الاستعماري القديم الحديث و هو سياسة  فرق تسد

نعم , سقط نظام العقيد على ايدي الناتو و باموال قطرية و بمشاركة اسرائيلية , فاين دور الثورة و الثوار باسقاط هذا النظام اصلا ؟ لهؤلاء الذين يدعون انفسهم ثوارا دور كبير في قتل عشرات الالاف من ابناء جلدتهم و شرعنوا القتل و التدمير لقوات الناتو التي قصفت كل المنشآت الحكومية و البنى التحتية و ارتكبت مجازر بحق الشعب الليبي متذرعة و في كل مرة بالاخطاء التقبية و لكن و على ما بدى بان كل شيئ كان مدروسا و متفق عليه و لم يكن قادة بل قواد تلك الثورة الا شهود عميان على ما حصل في ليبيا

حسب الاحصائيات التقديرية فان اكثر من 150,000 من الليبين لقوا مصرعهم و آلاف المفقودين جراء القصف العشوائي لقوات الناتو و المعارك التي كانت تدور على الارض بين فصيلين ليبيين و الدول الغربية و الولايات المتحدة و لا ننسى اسرائيل تنتظر بفارغ الصبر نهاية تلك المعركة لتتفاسم الكعكة حسب الخطة التي وضعتها فيما بينها دونما حتى اعلام القيادة الجديدة لليبيا المحررة *من كل القيم الانسانية و القومية و العربية و الاستقلالية * .هذه هي ليبيا بل قريبا ليبيات متعددة , لان كل المعطيات لا تشير الى نهاية الصراع بل على الارجح احتدامه الى الذروة بين القبائل و التحالفات الجديدة و التي تهدف الى التقسيم...وا ليبياه