سورية و مؤتمرات الاصدقاء Drucken
Geschrieben von: Dr. Taha-Pascha   
Sonntag, den 08. Juli 2012 um 10:58 Uhr

بقلم رئيس التحرير د. شكري طه باشا

عندما كنا نتحدث عن اهمية سورية الاسترتيجية كان البعض من لا يعرف سورية يهز رأسه مجاملة و كأنه يقول *كما تريد يا صاحبي * , حتى ان كثيرا من السوريين كانوا يظنون انا نبالغ بأهمية سورية و يتهموننا بالوطنية المفرطة التي تصل الى حد التعصب الاعمى و عدم قبول الحقيقة بان سورية ليست الا دولة صغيرة و لم تكتسب اهمية لولا صراعها مع الكيان الصهيوني , متناسين اهمية هذا البلد الصغير عبر التاريخ و انه مهد الديانات و الحصارات و نقطة وصل عبر العصور بين الشرق و الغرب . سورية لم يعطها احدا اهميتها بل اكسبتها بفضل موقعها الجغرافي المتميز و بكونها كانت و ما زالت رغم كل التهميش المتعمّد مفتاحا لكثير من الالغاز لحضارات قدمت للعالم اسس العلم و الحضارة و المدنية

لا يمكن لانسان عاقل ان ينفي الازمة في سورية , بل و ازمة حقيقية و كان التعامل معها تشوبه الكثير من الاخطاء و لكن الدولة التي تترك امنها يستباح و لا تدافع عنه فلا بد انها غير جديرة للحفاظ على أمن الوطن و المواطن . و لكن و بعد ان اصبحت الحرب مكشوفة تقودها دول كبرى و صغرى و تمولها بعض مشيخات الخليج بالمال و السلاح و تدعمها بعض دول الجوار لوجستيا و التحدث عن أنشقاقات لبعض الرتب و التي كانت على تواصل مسبق مع تلك الدول , تشكلت لدي قناعة بان هم أنفسهم من كانوا خلف العنف المفرط في بداية الاحداث و الازمة و التي حاول الرئيس السوري أحتوائها و اصدر عدة مراسم و خطة للاصلاح لقطع الطريق على من اراد الاصطياد في الماء العكر و التي اشرت اليها و منذ الايام الاولى بالطابور الخامس و مع فشل كل المخططات و المؤامرة * التي سخر البعض من هذا المصطلح* كان لا بد للبحث عن بدائل عبر اللجوء لمجلس الامن تارة و للجامعة العربية تارة أخرى , مستخدمة كل ما لديها من قوة لفرض أمر واقع و لكن اصدقاء سورية و الشعب السوري الحقيقيون حالوا دون حدوث أمر كهذا كان يمكن ان يكرر التجربة الليبية المريرة , و التي للاسف هناك من يشيد بها و يعتبرها نصر لارادة الشعوب , فهل ارادة الشعوب مع تدمير البلد و سقوط مئات الاف الضحايا جرّاء قصف الناتو و لا تزال البلاد تعيش حربا اهلية و قبلية و الغرب وضع يده على آبار النفط و هذا ما يهمه و كان له ما اراده . فمن يعتقد بان الغرب و امريكا يهمهم المواطن الليبي فلا بد انها نكتة يتداولونها فيما بينهم للضحك و التسلية

بعد فشل الجامعة العربية * الفاشلة أصلا * و بعد الاصطدام بالحاجز الروسي/ الصيني تشكلت لدى بعض جهابذة السياسة العالمية رؤية و تصور للقفز فوق ذلك الحاجز و تبلورت الفكرة بما يسمى مؤتمرات اصدقاء الشعب السوري التي تقودها دول عرفت بعدائها عبر التاريخ للشعب السوري و لسورية . و آخر اجتماع لهم كان البارحة و الذي ارادوا من عقده نسف مؤتمر حنيف الذي وضع خطة السيد عنان كأساس له و رسم خارطة طريق لتنفيذها عبر العمل السياسي و بالرغم من التوافق على البيان الا ان السيدة كلينتون طالبت و في مداخلتها بما يسمى مؤتمر اصدقاء سورية في باريس باستصدار قرار من مجلس الامن الدولي حول العملية الانتقالية في سورية مدعوم بعقوبات . أما الرئيس الفرنسي اولاند فقدكان الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند قد دعا إلى تشديد العقوبات على الرئيس السوري بشار الاسد وتقديم مزيد من الدعم للمعارضة التي تسعى لإطاحته وذلك في افتتاح اجتماع اصدقاء سوريا في العاصمة باريس

قال وليام هيغ وزير الخارجية البريطاني يوم الجمعة ان الدول التي تمتنع عن فرض عقوبات على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد هي في الواقع تسمح باستمرار عمليات القتلوقال هيغ "لا يمكن الوقوف على الهامش. اذا لم تفرضوا عقوبات وتطبقوها بشكل كامل فستسمحون بمد نظام الاسد بالعون ليستمر في قتل الشعب السوري .

هاهم اصدقاء الشعب السوري و هم كثر في هذه الايام و لكن اين هم اصدقاء الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاستعمار و يعاني لاكثر من ست عقود من وحشية قوات الاحتلال التي تحاول ان تمنع عنهم حتى الهواء . سياسة الكيل بمكيالين حسب مصالح تلك الدول لا يمكن ان يقبلها حر , اما هؤلاء الذين ارتضوها فالكل يعلم ان مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار و ان لا تأثير لهم على الارض , هم شهود زور تستخدمهم تلك الدول للادانة و لتنفيذ المخطط له , و أثمانهم باتت معروفة و صار لها سوق و سماسرة و عرض و طلب و لا بد ان يأتي يوما لن يساوي فيه احدهم دينارا

 

 

Zuletzt aktualisiert am Sonntag, den 08. Juli 2012 um 12:30 Uhr